من قرى قبيلة أيت مزال وتقع في خمس ايغزرانان بمنطقة أفلا واسيف بقبيلة أيت مزال، على حدود أراضي قبيلة أيت والياض، وتقع في أعالي الخندق المسمى (ايغزرانان) بين جبلين عاليين أحدهما (جبل توجرارت) البالغ علوه 1425 متر، في حين تقع قرية تجموت تحت سافلته، على ارتفاع حوالي 950 متر عن سطح البحر، وتجاورها قرية أيت عثمان، وأيت الطالب، التابعتين لقبيلة أيت مزال، وقريتي تيفغلال وأيت الامين التابعتين لقبيلة أيت والياض، وتستقر بناياتها على هضبتين صخريتين احداهما تحمل اسم (توريرت نتجموت) و الأخرى تحمل اسم (تجموت) وتفصل بينهما الطريق المعبدة القاصدة جبال أيت والياض من جهة والمدرسة العتيقة توجرارت على قمة الجبل من جهة أخرى
عائلة مزالية كبيرة منتشرة بين قرى منطقة ايغزرانان، تجموت وأيت الطالب وبالأخص قرية أيت عثمان التي انتقل منها جزء من ذريتهم ليستقروا في قرية تجموت، حيث نجد في مشجرهم أن عائلة أيت السلام الامين وأيت ادريس الامين أبناء سعيد بن احمد بن احمد بن مبارك بن يعزى الامين، استقروا في قرية أيت عثمان، في حين انتقلت عائلة أيت الطيب الى قرية تجموت، وهم ابناء الطيب بن احمد بن احمد بن مبارك بن يعزى الامين، وهم الموجودن في تجموت حاليا، ومن أجدادهم
- احمد بن مبارك بن يعزى الامين : القاطن في زمانه بقرية أيت عثمان، وانتقل جزء من ذريته الى قرية تجموت المجاورة، وهو أقدم جد عرف لحد الآن في الوثائق التي ذكر فيها في سنة 1761م، أي في عهد السلطان سيدي محمد الثالث بن عبدالله العلوي، أما والده مبارك وجده يعزى فربما يكونان من أهل القرن 17م
- الطيب بن احمد بن احمد بن مبارك بن يعزى الامين التجموتي : هو جد العائلة الفرعية من أيت الامين القاطنة بقرية تجموت، وأقدم ذكر له في الوثائق كان سنة 1866م في عهد السلطان سيدي محمد الرابع بن عبدالرحمن العلوي
عائلة من تجموت معروفة باستقرارها الدائم في قريتهم منذ القدم، ويشتهرون باسم أيت سعيد أو السعيدي، ومن أجدادهم
- الطيب بن الحسن بن سعيد نيت أقبيل التجموتي : جد عائلة أيت سعيد، وكان حيا سنة 1897م، في عهد السلطان مولاي عبدالعزيز العلوي
- سعيد بن احمد نيت أقبيل التجموتي : من أحفاد السابق كان حيا سنة 1909م في عهد السلطان مولاي عبدالحفيظ العلوي
عائلة عاشت في تجموت قديما، ولا نعلم بوجودها في الحاضر، ومن أجدادها
- سعيد بن علي كمغار من تجموت : ذكر في الوثائق أنه كان مقدما لليتيم احمد بن احمد بن مبارك بن يعزى، الجد الأعلى لعائلة أيت الامين المذكور أعلاه، وذلك بعد وفاة والده في قريتهم الاصلية (أيت عثمان) فسمي باسمه في سنة 1773م، في عهد السلطان سيدي محمد الثالث بن عبدالله العلوي
عائلة قديمة من أهالي تجموت، من أجدادها
- ابراهيم بن عبدالله نيت بلا : كان حيا سنة 1837م، في عهد السلطان مولاي عبدالرحمن بن هشام العلوي
- سعيد بن عابد نيت بلا : كان حيا سنة 1837م، في عهد السلطان مولاي عبدالرحمن بن هشام العلوي
- مولاي الحسن نيت بلا : كان حيا سنة 1870م، في عهد السلطان سيدي محمد الرابع بن عبدالرحمن العلوي
عائلة عاشت في تجموت قديما، من أجدادها
- محمد بن علي بن موسى من تكموت الوسكاري : توفي بعد سنة 1724م، في عهد السلطان مولاي اسماعيل العلوي
- مبارك بن موسى التجموتي : وكان حيا سنة 1779م، في عهد السلطان سيدي محمد الثالث بن عبدالله العلوي
عائلة تجموتية عالمة وغنية عن التعريف وتعرف بجوهرة عقدها :
- سيدي امحمد بن سعيد التجموتي : العلامة القاضي المفتي الشهير، ذكره الاستاذ محمد المختار السوسي في مؤلفاته وخاصة كتابه (المعسول) (رفقته ترجمته أسفله)، عاش في عهد السلطان مولاي عبدالرحمن بن هشام العلوي
- احمد بن سيدي امحمد بن سعيد التجموتي : ابن السابق، القاطن بقرية (ايكي واسكار) بأيت فالاس احدى قبائل اتحادية أيت وادريم، وكان حيا سنة 1835م، في عهد السلطان مولاي عبدالرحمن بن هشام العلوي
لم نستطع تصنيفها لحد الساعة لنقص المعلومات عن حياتهم ومواقعهم بين العائلات في تجموت، أو ربما انقرضت ذرياتهم، ومن أجدادهم الواردون في وثائقنا
- الفقير (أي المسن) احمد بن ابراهيم بن احمد بن مبارك التجموتي، وكان حيا سنة 1721م
- ابراهيم بن محمد التجموتي : كان يسكن في تادارت، وكان حيا سنة 1782م
- محمد بن سيدي محمد كشتوك : وكان حيا سنة 1782م
- سيدي محمد بن موسى بن إبراهيم التجموتي : الفقيه العدل الموثق، وكان حيا سنة 1697م
- سيدي سعيد بن عبدالله بن احمد التجموتي : الفقيه العدل الموثق، وكان حيا سنة 1724م
وكلهم عاصروا عهد السلطان مولاي اسماعيل العلوي
يقول عنه المختار السوسي : ومما يتعلق به (يقصد سيدي احمد اوجمل الاكركمي الامزالي) أنه كان معاصرا للقاضيين سيدي محمد بن احمد التاكنزي المزالي من أهل بلده، وسيدي محمد بن سعيد التاكموتي المزالي أيضا، كما عاصر أيضا سيدي امحمد بن سعيد التيسكيالي المزالي أيضا، فكان هو وهؤلاء يقضون بين الناس بالتحكيم، وحضر سيدي سعيد الشريف الكثيري في نازلة حضرها سيدي احمد أوجمل، وابن سعيد التيسكيالي، وهما كالماء الصافي لتقواهما
--------------------------
---------------------------------------
يَانْ اِيرَانْ أيْزَرْ تَاجْمُوتْ * اِيسْمْ نْسْ اِيحَاضْرْ اِيكّـوتْ
دْوَاسْكَارْ لاَصْلْ اِيسْمُونْتْ * دْ أيْتْ وَالْيَاضْ تَلاّ تَامُونْتْ
------------------------------------
اعداد وتقديم : محمد زلماضي المزالي
من أعلام قبيلة أيت مزال
-----------------------------------
القاضي سيدي امحمد بن سعيد التجموتي
------------------------------------
هو القاضي سيدي امحمد بن سعيد التجموتي الامزالي، عالم مزالي من أهل القرن 19 الميلادي، وكان مفتيا وقاضيا وعدلا، يفض النوازل، ويفتي في القضايا الصعبة، ولا نعرف زمن مولده بالتحديد، إلا ما سجله في الرسوم العدلية من ذكر لاسمه وتاريخ تحرير العقود واثبات الرسوم بين سنتي 1833 الى 1869م، أي أنه عاش في وسط القرن 19م، كما كتب عنه الأستاذ محمد المختار السوسي في كتابه المعسول.
وذات يوم تداولت الحديث مع الدكتور عبدالحكيم أبواللوز حول هذه الشخصية القضائية المزالية، حيث استفسرني عن نسبه الى (أسكار)، الى جانب نسبه الآخر الى (تجموت)، وبعد البحث في نسبه الأول (أسكار)، وكنت من قبل أظن أنه ينتسب الى هذه قرية الواقعة في منطقة تينسوفت بقبيلة أيت مزال، تبين لي بعد مراجعة العقود التي حررها بخطه والرسوم الي أثبتها بخاتمه، أنه لا ينتمي الي هذه القرية الأسكارية المزالية، بل هاجر أحد أجداده الى قرية أخرى تحمل نفس الاسم المزدوج وهو (ايكي واسكار) الواقعة في قبيلة أيت فالاس إحدى قبائل اتحادية قبائل أيت وادريم.
هذا النسب الذي يحمله حفدته وبعض أفراد أسرته من الفقهاء والعدول، ومنهم ابنه الفقيه سيدي احمد بن امحمد بن سعيد التجموتي الاسكاري، والذي كان قاطنا بهذه القرية، وكان يتردد من حين لآخر على قريته الأصلية (تجموت) الواقعة في منطقة ايغزرانان بأفلا واسيف بقبيلة أيت مزال، ثم من بعده حفيده محمد بن احمد بن امحمد بن سعيد التجموتي، والذي ذكر في رسوم سنوات 1905 الى 1921م
وهناك اخوان آخرون للقاضي سيدي امحمد بن سعيد التجموتي، وهم : (احمد – عبدالله – ابراهيم – محمد) ورد ذكرهم في رسوم عام 1869م أنهم عاشوا في مهجرهم بقرية (تيميشا) احدى قرى قبيلة أيت فالاس التابعة لاتحادية قبائل أيت وادريم.
ونستنتج من هذه المعلومات التاريخية عن هذه الشخصية أنه ربما يكون اسم القرية المجاورة لتجموت والمسماة (أيت الطالب) والتي ينطق بها دون اسمها الكامل وهو (أيت الطالب سعيد) هو اسم الجد الأعلى لهذه القرية والذي هو في نفس الوقت اسم والد القاضي سيدي امحمد بن سعيد التجموتي نسبة لموطنه الأصلي (تجموت) والأسكاري نسبة لمهجر عائلته (ايكي واسكار) بأيت فالاس التابعة لأيت وادريم، وليس (أسكار) التينسوفتي الامزالي كما يتبادر الى الذهن لأول وهلة.
ومما يتعلق بزمانه أنه كان معاصرا للعلماء الثلاثة المزاليين الشهيرين، سيدي محمد بن احمد التاكنزي المزالي، وسيدي احمد اوجمل الامزالي، وسيدي امحمد بن سعيد التيسكيالي المزالي، وكان هو وهؤلاء يقضون بين الناس بالتحكيم، وفض النوازل.
وكان شيخ قبيلة أيت مزال في عصره، هو الشيخ سعيد بن احمد المعزي التدارتي، نسبة لقرية تادارت احدى قرى قبيلة أيت مزال، والذي تولي المشيخة في هذه الفترة في أوائل القرن 19م، وذلك في عهد السلطان مولاي عبدالرحمن بن هشام العلوي.
أغنى القاضي سيدي امحمد بن سعيد التجموتي أرشيف العدالة والقضاء في الدائرة الجبلية لأيت باها بمحرراته وفتاويه وأحكامه، وكذا خزائن أهالي قبيلة أيت مزال وما جاورها في الجبال الاطلسية، بحيث لا تخلو أية أسرة من الوثائق والعقود والرسوم العدلية التي حررها بخط يده أو أمهرها بخاتمه، ومنها على سبيل المثال لا الحصر الفتاوي التالية، وسيجد فيها القارئ مدى غزارة علمه وقوة فهمه للشريعة الاسلامية.
- له فتوى أصدرها سنة 1839م يقول فيها : واعلم أن المسروق إذا وجد سرقته عند شخص وافتداها عنده والمفدى عنده ممن تأخذه الاحكام فإن اليمين لا تلزم رجلا أجنبيا غير المفدى عنده، نص على ذلك في أجوبة المتأخرين واستدلوا في ذلك بقول الله تبارك وتعالى معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا ... الآية، وأيضا لم تكن اليمين أصلا إلا إذا عدمت البينة وإن كانت البينة فلا يمين لقوله صلى الله عليه وسلم، البينة على من ادعى واليمين على من أنكر، وعليه فالواجب على المفدى عنده أن يبين السارق أو ينكر والله سبحانه أعلم بحقيقة الأشياء، وكتبه مشيرا عند ربه، امحمد بن سعيد التجموتي.
ويليه : فلا معنى لليمين مع وجود المسروق وقبضه بكماله لأن موجبها التهمة فتنتفي بوجوده أي المسروق كاملا، فلا موجب لتحليف الغير بعد، وكتبه توضيحا وتقوية لما بأعلاه، عبد ربه ابراهيم بن محمد التجموتي.
- وله فتوى أصدرها سنة 1839م وفيها يقول: لا يلزم اليمين من قبض سرقته، أعني لا يلزمه أن يلزم اليمين لغيره لقوله سبحانه وتعالى (معاذ الله أن نأخذ الا ما وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لمن الظالمين)، وعليه فمن وجد سرقته وافتداها فلا يجوز له أن يحلف المتهم لأنه وجد بينته والبينة هي قبضه متاعه والله أعلم. وكتبه فصلا بين المتنازعين، امحمد بن محمد بن الحسين، وامحمد بن سعيد التجموتي
وله فتوى أخرى أصدرها سنة 1865م، أفتى فيها لفائدة ورثة من سيصيض حول جنان أرادوا افتداءه من آخر المشترين له، وهو محمد الورغني، ونظرا لكونه مبيع بيع الثنيا والاقالة (أي البيع المشروط) منذ سنة 1177هـ موافق 1764م على يد موروثهم جدهم الأعلى الحاج محمد السيصيضي بخط كاتبه سيدي احمد بن علي الكري الولياضي، فقد حكم المفتي بأن يفتدي الورثة ملك موروثهم ويتصلوا به ويؤدوا لمبتاعه ثمنه. وكتبها العلماء وهم : امحمد بن سعيد التجموتي – ومحمد بن احمد الصخري الامزالي – وأبوبكر بن احمد الهوتاتي.
رفقته : صور من خواتم القاضي ونموذج من احدى فتاويه مؤرخة في 15 صفر 1256هـ موافق 18 ابريل 1840م
---------------------------------------------------------
إعداد وتقديم : محمد زلماضي المزالي
في تاريخ أيت مزال الحديث شخصيات مزالية جمعوية فاعلة، نسيها المجتمع المزالي الذي ولد بعد الاستقلال، لكن أسماءهم ظلت منقوشة في ذاكرة تاريخ أيت مزال، وفي هذه الحلقة سنتناول سيرة شخصية مزالية، هادئ الطبع، غير متسرع، نقي السريرة.
إنه الحاج امحمد بن الطيب اولامين التاكموتي المزالي الشتوكي السوسي، من مواليد قرية تاكموت بفرقة ايغزرانان منطقة أفلا واسيف بقبيلة أيت مزال، وينتمي الى عائلة أيت الامين المستقرة والمتأصلة في قرية تاكموت منذ قرون، وتاكموت مصطلح أمازيغي مكاني تحمله الكثير من البلدات في المغرب كله، وقد شرحه علماء اللغة الأمازيغية فقالوا أن تاكموت هو الصيغة التشبيهية التي تفيد شكل الحفرة حيث تتموضع عادة المداشر والحصون، وتتميز قرية تاكموت المزالية هذه بكونها تشكل مدخلا طبيعيا وتاريخيا لقبيلة أيت مزال من الجهة الجنوبية، حيث تجاور قبيلة أيت والياض، ويقول بعض النسابين من أهل البلد، أن أصلهم من قرية أيت عثمان المجاورة، ومن أقدم أجدادها الفقيه سيدي إبراهيم بن احمد بن عبدالله التكموتي، وكان حيا سنة 1697م.
هاجر الحاج امحمد اولامين الى منطقة الشياظمة موطن مدينة الصويرة، واستقر بضيعته ببلدة أوناغة هناك، وزاول مهنة الفلاحة، الى جانب مساهماته ومشاركاته في العمل الجمعوي منذ الستينات ضمن اللجنة الاسعافية المزالية، لفائدة بلده ايت مزال، ودعمه للتعليم الديني في مدارسها العتيقة تيمزكيدا واسيف وتيمزكيد اوسرير وغير ذلك من أعمال البر والاحسان، وبالرغم من بعده عن مقر الجمعية بالدارالبيضاء، فقد كان يقوم بدعوة أعضاءها الى زيارته في الشياظمة، وكان بعض أعضاء المكتب المسير للجنة الاسعافية المزالية يزورونه في محل إقامته بضيعته في بلدة أوناغة بضواحي مدينة الصويرة، ويستمتعون فيها بضيافته في الهواء الطلق والطبيعة الخلابة، ويتداولون معه الكلام في أمور بلدهم وهمومها، وبقي على حاله الانساني الى أن وهن عظمه واعتل جسده، فانتقل الى الدارالبيضاء وقضى فيها بقية حياته بالقرب من أصدقائه وأحبائه المزاليين، وكان يديم زيارتهم في مقرات عملهم، ومنهم على الخصوص أمين الجمعية المرحومين الحاج ابراهيم زلماضي والحاج ابراهيم لعسر وغيرهم، الى أن أقعده المرض عن الحركة، فحل أجله، وانتقل الى جوار ربه الرحيم بتاريخ 12 نونبر 1992م، وودع جثمانه الى مرقده الأخير بمقبرة الدارالبيضاء، غفر الله حوبته، وستر هفوته، ورفع في الاخرة منزلته، إنه سميع مجيب.
الله حي واحد فرد صمد = كتب الفناء على العباد به وعد
وإليه مرجعنا فلا أحد له = أمر جرى إلا ولله المرد
-----------------------------------------------
تحرير : محمد زلماضي المزالي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire