هذا البيت يعتبر في نظري رمز المعمار المزالي الأمازيغي الذي يتميز بمناعته ومتانة بنيانه حيث لا وجود للنوافد على جنباته الا بعض الفتحات في أعلى البناء، والاكتفاء بفضاء فنائه الداخلي الذي تحيط به الغرف على طبقتين يربطها ممر جانبي يسمى (لاسطوان)، وحظيرة الدواب في الطابق الارضي
وفيما يتعلق بتسمية أكرضنسنين، نجدها تنقسم الى قسمين (أكرض) و(سنين) أما سنين فتفيد الزمان، وأما أكرض فقد شرحها علماء اللغة بأنها لفظة أمازيغية معناها (العنق) أي عنق الإنسان، أي صلة ما بين الرأس والجسد، ويعني هذا الاسم جغرافيا الممر الجبلي الضيق في المناطق الجبلية القليلة الارتفاع، وقد خص المؤرخ (لاووست) إطلاق (أكرض) على الممرات الجبلية بالأطلس الصغير حيث يتكرر كإسم لمواقع حتى عدّدَ منها حوالي 13 ومنها هذه القرية المزالية، بينما تتكرر لفظة (تيزي) على الممرات الجبلية في جبال الأطلس الكبير
ومثل باقي دواوير البلاد السوسية، هناك خراب فظيع في وسط دوار أكرضنسنين، حيث تهدمت أغلب بيوت أجدادهم الفقهاء الأقدمين، وانكشفت أزقتها للفضاء بعدما كانت مغطاة بالأسقف الخشبية، وبقيت بعض الأجزاء منها تقاوم الزمن - انظر الصور
أما تيمزكيد فمن حظها، أنها بقيت قائمة على حالها المعماري القديم الى الآن، تؤدى فيها الصلوات الخمس، ويشارط فيها إمامها، وحافظت على شكل بنائها العتيق، من مقصورة الصلاة السفلية والعلوية وأخربيش ومكان الوضوء ومستودع أغراض ولوازم المسجد، وأثناء زيارتي لهذا المسجد، وتجولت في رحابه العريقة، جال في خاطري سنوات الستينات عندما كنت صغيرا عند أخوالي هناك، كنت أشاهد عددا من الفقهاء كبار السن من حملة القرآن وهم يتلون القرآن بعد صلاة المغرب، ويتدارسونه بينهم الى صلاة العشاء
وللعلم فإن قرية أكرضنسنين تأتي في المرتبة الثانية بعد قرية أسكار في كثرة فقهائها وعدولها، ولا تخلو أية عائلة أو بيت من جد فقيه أو طالب، توارثوا هذا العمل الصالح عن آبائهم وأجدادهم، وللتاريخ وللذكرى لا بأس أن أعرض على متتبعينا الكرام مجموعة من الفقهاء الذين بوركت بفضلهم أرض وبيوت هذه القرية الفاضلة عبر السنين والقرون الماضية، حاولت أن أجمعهم من الوثائق التي اطلعت عليها، ولولاها وبفضلها لما تمكنت من اظهار ما خفي من تاريخ هذه القرية الى الوجود.
-----------------------
القرن 18م : من فقهائه
-----------------------
- الفقيه سيدي احمد بن عبدالله بن احمد من أكرضنسنين : وكان حيا سنة 1717م
- الفقيه سيدي محمد بن علي بن محمد من أكرضنسنين : وكان حيا سنة 1724م
- الفقيه سيدي محمد بن علي ابن الحسن من اكرضنسنين : وكان حيا سنة 1736م و1738م
- الفقيه سيدي سعيد بن احمد من أكرضنسنين : وكان حيا سنة 1765م
- الفقيه سيدي احمد بن ابراهيم بن علي من أكرضنسنين : وكان حيا سنة 1770م و1774م
- الفقيه سيدي أحمد بن سعيد بن علي من أكرضنسنين : وكان حيا سنة 1771م
- الفقيه سيدي ابراهيم بن محمد بن احمد من أكرضنسنين : وكان حيا سنة 1772م و1774م
-----------------------
القرن 19م / من فقهائه
-----------------------
- الفقيه سيدي محمد بن الحاج ابراهيم من أكرضنسنين التنسفتي : وكان حيا سنة 1795م و1861م
- الفقيه سيدي سعيد بن محمد بن ابراهيم التنسفتي : وكان حيا سنة 1800م
- الفقيه سيدي امحمد بن محمد أفقير التنسفتي : وكان حيا سنة 1818م و1836م
- الفقيه سيدي محمد بن احمد من أكرضنسنين الامزالي : وكان حيا سنة 1818م
- الفقيه سيدي علي بن محمد من اكرضنسنين التنسوفتي : وكان حيا سنة 1823م
- الفقيه الطالب سيدي محمد بن امحمد كمغار من أكرضنسنين : وتوفي قبل سنة 1848م
- الفقيه سيدي مبارك بن امحمد بن امحمد نايت حند من أكرضنسنين التنسفتي : وكان حيا سنة 1870م
- الفقيه سيدي امحمد بن محمد ابيضار من أكرضنسنين التنسفتي : وكان حيا سنة 1846م
- الفقيه سيدي امحمد بن محمد كمغار من أكرضنسنين التنسفتي : وتوفي سنة 1878م
- الفقيه الكاتب سعيد بن امحمد الطالب من أكرضنسنين التنسوفتي : وكان حيا سنة 1859م
- الفقيه سيدي الحسن بن محمد بني أمغار من أكرضنسنين التنسفتي : وكان حيا سنة 1864م
- الفقيه العدل مولاي أحمد بن همو بن الطالب : وكان حيا سنة 1870م و1873م
- الفقيه العدل الموثق سيدي محمد بن همو العرف بن الطالب : وكان حيا سنة 1871 و 1899م
- الفقيه سيدي الحاج إبراهيم بن علي بن احمد بن الطالب علي من أكرضنسنين الامزالي : وكان حيا سنة 1878م
- الفقيه سيدي الحسين بن سيدي محمد بن حند من أكرضنسنين : وكان حيا سنة 1899م
------------------------
القرن 20م : ومن فقهائه
------------------------
- الفقيه سيدي أحمد بن محمد بن الحاج ابراهيم من أكرضنسنين : وكان حيا سنة 1899م و 1903م
- الفقيه سيدي فتاح من أكرضنسنين : في أواسط القرن 20م
- الفقيه سيدي عدي من أكرضنسنين : في أواسط القرن 20م
- الفقيه سيدي الحسن من أكرضنسنين : في أواسط القرن 20م
- الفقيه سيدي موح اوالحوس من أكرضنسنين : في أواسط القرن 20م
- الفقيه سيدي عبدالله من أكرضنسنين : في أواسط القرن 20م
- الفقيه سيدي ابراهيم نيت بلا أكرضنسنين : في أواسط القرن 20م
----------------------------------
أعلام قبائل دائرة أيت باها
---------------------------------
في إطار التعريف بعلماء جبال الأطلس الصغير، وبالأخص الدائرة الجبلية الشتوكية لأيت باها، ونحن في المجال الترابي لقبيلة أيت مزال، نجول بين قراها لنكتشف أعلاما لم يذكرهم التاريخ، ولا تناولت تراجمهم كتب الباحثين، ولا تقصت أخبارهم مقالات المحللين، وفي هذه الحلقة سنتوقف في قرية كانت في القديم قرية عالمة بفقهائها وعلمائها، إنها قرية أكرضنسنين إحدى قرى منطقة تينسوفت بقبيلة أيت مزال التابعة لجماعة أيت مزال بقيادة ودائرة أيت باها، إقليم شتوكة أيت باها، هاته القرية التي تعتير قديما ثاني قرى أيت مزال علما وفقها وقراءات بعد قرية أسكار الواقعة في نفس المنطقة، ولا يفصل بينهما الا الوادي الذي يصب في بحيرة سد أهل سوس.
عرفت قرية أكرضنسين في تاريخها أجيالا من الفقهاء، نالوا درجة من التوقير والاحترام، بين أهالي قبيلة أيت مزال، حتى كان القضاة يختارونهم في النوازل المتسمة بالصعوبة، فيعينونهم خبراء للتحقيق وتقييم ما تلبس بين الخصوم، وكان بينهم قراء كثيرون من حملة القرآن الكريم.
وفي هذا الحلقة سنتناول بعض الفقهاء العدول المنتمين لقرية أكرضنسنين، حسب الأزمنة الأقدم فالأحدث، فمن هم هؤلاء العلماء والفقهاء الأجلاء ؟
------------------------------------------------------
سيدي محمد بن علي بن محمد التينسوفتي الامزالي :
-------------------------------------------------------
فقيه عدل موثق، من مواليد قرية أكرضنسنين، المنتسب الى منطقة تينسوفت بايت مزال، عاش في القرن 19هـ، وعاصر الملوك العلويين الذين تولوا حكم المغرب بعد وفاة والدهم السلطان مولاي اسماعيل العلوي، ورد ذكره في أحد العقود التي حررها بخطه سنة 1148هـ موافق 1735م وكان ذلك في عهد السلطان مولاي علي بن اسماعيل العلوي.
-----------------------------------------------------
سيدي محمد بن الحاج ابراهيم التينسوفتي الامزالي :
-----------------------------------------------------
فقيه عدل موثق، من مواليد قرية أكرضنسنين، المنتسب الى منطقة تينسوفت بايت مزال، عاش في القرن 19هـ، ورد ذكره في أحد العقود التي حررها بخطه سنة 1272هـ موافق 1855م، وكان ذلك في عهد السلطان مولاي عبدالرحمن بن هشام العلوي، رفقته نموذج من رسم بخط يده
--------------------------------------------
سيدي سعيد بن امحمد التينسوفتي الامزالي :
--------------------------------------------
فقيه عدل موثق، من مواليد قرية أكرضنسنين، المنتسب الى منطقة تينسوفت بايت مزال، عاش في القرن 19هـ، ورد ذكره في أحد العقود التي حررها بخطه سنة 1285هـ موافق 1869م، وكان ذلك في عهد السلطان سيدي محمد الرابع بن عبدالرحمن العلوي، رفقته نموذج من رسم بخط يده
---------------------------------------------------------------
سيدي مبارك بن امحمد بن احمد التينسوفتي الامزالي :
----------------------------------------------------------------
فقيه عدل موثق، من مواليد قرية أكرضنسنين، المنتسب الى منطقة تينسوفت بايت مزال، عاش في القرن 19هـ، وورد ذكره في أحد العقود التي حررها بخطه سنة 1285هـ موافق 1869م، وكان ذلك في عهد السلطان سيدي محمد الرابع بن عبدالرحمن العلوي، رفقته نموذج من رسم بخط يده
------------------------------------------------
سيدي محمد بن همو نالطالب التينسوفتي الامزالي
------------------------------------------------
هو الشريف سيدي محمد بن الفقير امحمد بن الطالب التينسوفتي المزالي، (واسم والده بالأمازيغية المحلية يطلق عليه أفقير همو نطالب، وأفقير هنا يعني الرجل المسن)، من مواليد قرية أكرضنسنين، بقبيلة أيت مزال، (ترجم الموثقون اسم هذه القرية اكرض الى العربية بكلمة عنق وهو الرقبة)، ويعرف هذا العالم لدى العامة والخاصة في زمانه بالقاضي العرف، ورد ذكره في الرسوم والوثائق والنوازل التي باشرها ابتداء من سنة 1287هـ موافق 1870م، أي في عهد السلطان سيدي محمد الرابع بن عبدالرحمن العلوي، واستمر في خطته العدلية والقضائية الى سنة 1314هـ موافق 1897م، حيث اختفى ذكره في الساحة العدلية، وهي فترة حكم السلطان مولاي عبدالعزيز العلوي، أي أنه عاش طيلة عهد السلطان مولاي الحسن الأول العلوي.
بدأ حياته في خطة العدلية، ثم فصل النوازل والقضايا، الى أن تأهل في أخريات أيامه ليصبح قاضيا محليا ينوب عن قاضي أيت باها، واشتهر بضبطه وثقته وثباته وورعه ونزاهته، وشهد له علماء وقضاة عصره بذلك واستمر في نهجه وسلوكه الى وفاته بمسقط رأسه قرية أكرضنسنين، ودفن في مقبرتها بين من سبقه في الحياة بالعلم والايمان، وخلف بنتا فقيهة اسمها للا فاطمة، ورثت عن والدها العلم والفقه، وآلت على نفسها أن تواصل رسالة أبيها، فقامت بتعليم نساء قريتها وتحفيظهن لبعض سور القرآن الكريم، وتلقينهن مبادئ الدين الحنيف، والأمداح النبوية بالأمازيغية والعربية، وامتد بها العمر الى وفاتها في أواسط القرن العشرين الميلادي.
هذا باختصار جزء من عالم المعرفة والتفقه في الدين الحنيف الذي عاشت عليه أجيال من سبقونا الى الايمان والحياة في قبيلتة أيت مزال، وسنغادر في جولتنا هذه قرية أكرضنسنين لنواصل رحلتنا الاستكشافية العلمية في قرية أخرى.
----------------------------------
تقديم : محمد زلماضي المزالي
إنه الحاج ابراهيم بن يوسف السعدي التينسوفتي المزالي الشتوكي السوسي، من مواليد قرية أكرضنسنين إحدى قرى منطقة تينسوفت قبيلة ايت مزال، وترجمها الموثقون القدماء الى العربية باسم (عنق سنين)، وهذه القرية تأتي في الدرجة الثانية بعد قرية أسكار في كثرة فقهائها وعلمائها في القرن الماضي، فهي قرية عالمة برجال العلم والفقه فيها، وينتمي الحاج ابراهيم بن يوسف السعدي الى عائلة (السعدي) التي تنحدر من جدها الأعلى الفقيه سيدي سعيد بن محمد بن ابراهيم التنسفتي، وكان حيا سنة 1800م، أي أنه مخضرم عاش بين القرنين 18 و 19م وتعرف هذه الفترة برأس القرن، الذي اجتاحت فيه المغرب جائحة وباء الطاعون الذي أتى على البشرية بالفناء حتى خلت البلدان من سكانها، ومنها بلدنا أي مزال في ذاك الزمان.
هاجر الحاج ابراهيم السعدي الى مدينة الرباط، وعاش فيها مزاولا حرفة التجارة، الى جانب عمله الجمعوي مع فعاليات أم الجمعيات (اللجنة الاسعافية المزالية) المهاجرة الى الحواضر، وكان مندوبا لمكتبها التنفيذي في مدينة الرباط، وكثيرا ما كانت الجمعية تكلفه بجمع موارد الجمعية من أفراد قريته أكرضنسنين هناك، وكان يواضب على الحضور في اجتماعات مكتبها المسير سواء في الحاضرة أو البادية، وكان يتقاسم هذه المهام الجمعوية مع فاعل آخر بالبيضاء من أهل قريته هو محمد بن المحفوظ مزين، في حين كان هو مكلف بأهل قريته القاطنين بمدينة الرباط، كما قام بدور فعال في الاهتمام بالمدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف، وكذا مناسبات المعروف الديني الذي يقام سنويا في قريته أكرضنسنين، فكانت بيته محل إقامة الضيوف والزوار.
ارتحل الى دار الفضل والنعيم، بجوار ربه الكريم، غفر الله له بواسع رحمته، وقابله بكرمه وامتنانه، والبسه حلة رضوانه، وأنزله فردوس جناته، في جوار أوليائه وأصفيائه.
--------------------------------
تحرير : محمد زلماضي المزالي
* * *
إنه محمد بن المحفوظ بن علي مزين بن امحند بن داود بن حساين التينسوفتي المزالي الشتوكي السوسي، من مواليد سنة 1924م بقرية أكرضنسنين إحدى قرى منطقة تينسوفت قبيلة ايت مزال، وترجمها الموثقون القدماء الى العربية باسم (عنق سنين)، وهذه القرية تأتي في الدرجة الثانية بعد قرية أسكار في كثرة فقهائها وعلمائها في القرن الماضي، فهي قرية عالمة برجال العلم والفقه فيها، وينتمي محمد بن المحفوظ مزين الى عائلة (أيت امحند) المنحدرة هي الأخرى من العائلة الكبرى (أيت داود) التي استقرت في أكرضنسنين منذ قرون، ومن أقدم أجدادها داود بن محمد بن احمد التنسوفتي، وكان حيا سنة 1775م، وتتميز هذه العائلة ايضا بكثرة هجراتها وانتشار فروعها في سهل سوس وخاصة في بلدة حاسي البقر باشتوكن.
هاجر ابن المحفوظ الى الدارالبيضاء في شبابه، وزاول مهنة التجارة، الى جانب عمله الجمعوي مع فعاليات أم الجمعيات (اللجنة الاسعافية المزالية) التي كان لا يتردد في أي مهمة جمعوية او خيرية تعهد اليه من طرف هذه الجمعية الاحسانية المزالية، حيث كانت تكلفه بجمع موارد الجمعية من أفراد قريته أكرضنسنين وان يؤديها عنهم دون انتظار الاتصال بهم، وكان دائم الحضور في مثل هذه المبادرات حضور المستعد لإنجاز أي مهمة يكلف بها تجاه قريته بكل تفان إخلاص، وكان يتقاسم هذه المهام الجمعوية مع فاعل آخر بالرباط من أهل قريته يدعى الحاج ابراهيم السعدي، في حين هو مكلف بأفراد البيضاء، أما في المناسبات الدينية التي تقام في قريته فحدث عن الكرم والضيافة في بيته المفتوح لكل زائر ووارد، أما الأخلاق والمروءة فهي شيمته وسلوكه.
اختطفه المنون فجأة سنة 1978م بحادثة سير مروعة في طريق ايت وادريم لفظ فيها أنفاسه الطاهرة فورا، وانتقل الى رحمة ربه، وصار الى عفوه، غفر الله له وطيب ثراه، وبرد مضجعه وقدس روحه، وعطر قبره بعبير الصفح والرضوان، وسلكه مع الأنبياء والصالحين، إنه أكرم الأكرمين.
نم هادئا يا ابن الكرام فإننا = خير الرعاة تعهدا وتفاني
اليوم نلت جزاء ما أسلفته = فانعم بدار الخلد والرضوان
--------------------------------تحرير : محمد زلماضي المزالي
* * *
* * *
* * *
المحفوظ بن علي مزين
والد محمد بن المحفوظ مزين
المحفوظ بن علي مزين
* * *
رشيد بن محمد مزين
*
1 commentaire:
Salam, tout d'abord je remercie Mr ZELMADI mohamed pr ses efforts .je suis vraiment fiére de notre douar en particulier et de notre tribu ait mzal:)en general
Enregistrer un commentaire